بحبك يا طابور

ضج الناس بالشكوى ..لقد اعتادوا على الطابور في كافة مناحي الحياة..!

طابور على العيش.. طابور على البنزين.. طابور على الحديد.. طابور على القطارات.. طابور في المستشفيات.. طابور في المصالح الحكومية.. طابور للتصويت في الانتخابات.. طابور لتأدية واجب العزاء.. طابور في الملاهي على الألعاب.. طابور في المدارس لتحية العلَم.. طابور في المطار في السفر والعودة..

ولم ينسَ الناس الطابور في أفراحهم؛ فاستبدل المطربون وأصحاب الـ"دي جي" أغنية بحبك يا حمار.. بأغنية باحبك يا طابور.. وأغنية العنب العنب.. بالطابور الطابور.. وكذلك أغنية يا وابور قولي رايح على فين بأغنية.. يا طابور قولي رايح على فين..

بل انتشرت أسماء جديدة للمواليد لم تكن موجودة من قبل، وقام الناس بتسمية أطفالهم بأسماء مثل (دوري) (صف) (طابور)، وتم اختيار مدينة الصف بالجيزة المدينة المثالية على مستوى الوطن..

ظهرت نتائج إيجابية ورائعة للطابور لم تكن معروفة من قبل:

فلقد اتخذت الدولة عدة تدابير لتنمية الطوابير؛ ففرضت الحكومة شرطًا أساسيًّا لإصدار التراخيص على أصحاب المحال، بتوفير طابور أمام المحلات، فانتعش سوق العمل، وقلَّت البطالة لظهور مهنة جديدة وهي صنايعي طابور!.

وتم عمل تصنيف للمحال المختلفة على غرار نجمات الفنادق؛ فأصبح محل واحد طابور ومحل 2 طابور ومحل 3 طابور ومحل 4 طابور ومحل 5 طابور.. وفكرت الحكومة جديًّا في عمل وزارة جديدة تسمَّى وزارة الطوابير الاجتماعية، لكن العقبة التي واجهتا هو البحث عن طابورجي مخضرم، قضى فترة كبيرة في الطوابير خلاف دراسته الأكاديمية في علم الطوابير، وتم إرسال بعثات خارجية لبعض الدول لتبادل الخبرات في الطوابير..

كان دور نواب الشعب إيجابيًّا للغاية:

طالبوا وزارة الداخلية بتوفير دورية أمنية لكل طابور.. ووزارة الصحة بتوفير وحدة صحية وعربية إسعاف للطابور.. ووزارة المواصلات بعمل شبكة أتوبيسات لربط الطوابير ببعضها.. ووزارة الإعلام بعمل شاشات عملاقة أمام الطوابير تعرض الفيديو كليب ومباريات كرة القدم.. ووزارة الثقافة بعمل أكشاك القراءة للجميع بجوار الطوابير وعمل مسابقة أجمل طابور.. وطالبوا وزارة الأوقاف بتوفير واعظ وإمام لكل طابور لإقامة الصلوات ونهي الناس وتحذيرهم عن الأفعال والتجاوزات التي تحدث في الطوابير، وإيضاح أن للطابور بُعدًا تاريخيًّا عندما هدَّد المعتصم ملك الروم بجيش أوله عندك وآخره عندي.

انتعشت الحالة الاقتصادية بصورة غير مسبوقة؛ بعد أن أعلنت وزارة القوى العاملة عن وظائف للطوابير؛ مثل بائع شاي للطابور، وعامل ساندوتش للطابور، وبائع صحف للطابور..
وتم عمل إعانة طابور وعلاوة طابور ومعاش طابور..

وشوهدت سيارات الميكروباص تنادي في شوارع القاهرة..

طابور رمسيس.. طابور التحرير.. طابور الجيزة!!.

أخيرًا.. صدر قرار باستبدال النسر الموجود بالعلم بصورة طابور..

وأصبحت تحية العلم:

تحيا جمهورية طابور العربية