Pages

Tuesday, December 18, 2007

كل عام وأنتم بخير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم الى الله اقرب *** وعلى طاعته ادوم
والى الجنه اقرب *** وعن النار ابعد
وفي سبيل الخير ان شاء الله

ارسم حياتك

ارسم حياتك!

كتابة ورسوم: د.شريف عرفة
في الحلقة دي هنتكلم عن خفة الدم..
دمك خفيف؟
ظريف يعني؟
بتعرف تنكت؟
مش هنتكلم عن خفة الدم اللي تخلي الناس تحبك وتتقبلك.. مش هاكلمك عن العلاج بالضحك اللي بقى مثبت علميا.. كل ده هاتكلم عنه بعدين.. بس اللي أقصده النهارده هو حس الدعابة بينك وبين نفسك.. بتعرف تنكت؟

بدل ما أقعد أسالك أسئلة كده ورا بعض.. خلينا نخش في الموضوع..

نظرتك للعالم
زي ما عرفنا قبل كده.. كلنا بنعيش نفس الواقع.. وكل واحد فينا بينظر للواقع ده بنظرة مختلفة.. والنظرة دي هي اللي بتحدد: هل أنت سعيد في حياتك أم تعيس؟ ناجح أم فاشل؟
في ناس بتنظر طول الوقت للنصف الفارغ من الكوب.. وفي ناس بتركز على النصف الممتلئ..

النص الفارغ..
الظريف في الموضوع إن في ناس كتير جدا جدا جدا بيتفننوا في التركيز على النصف الفارغ ده.. وبيقدروا يحولوا أي حاجة حلوة في حياتهم إلى حاجة بشعة جدا!

لو فقير: هيشتكي من قلة الفلوس..
لو غني: هيشتكي من كتر الفلوس والناس اللي بتطمع فيه طول الوقت..
لو صحته كويسة هيقول: أعمل إيه بالصحة من غير فلوس؟
لو معاه صحة وفلوس: هيشتكي من أي حاجة وخلاص.. هيكتشف حاجة يشتكي منها.. مش باقول لك بيتفننوا؟

عمرك قابلت حد من دول؟
أكيد!!
إنهم بيننا!

النصف الممتلئ..
فيه ناس بتركز طول الوقت في النصف الممتلئ.. مهما كانت المشاكل اللي حواليهم.. هيقدروا يكتشفوا حاجة كويسة يركزوا عليها..

فيه ناس كتير من اللي بيبعتوا لنا تعليقاتهم، بيقولوا إن الكلام ده نظري.. وإن الواقع زفت أساسا.. وإن مافيش حل.. وإن الحياة سودا وإن مافيش أمل في إن الواحد يطور نفسه للأحسن.. يعني إنت اتولدت كده، يبقى هتفضل كده.. هي دي الحياة عندهم!

عارف إن فيه ناس كتير هتبعت لنا تقول الكلام ده كله..
والناس دول هارد عليهم بنموذج حي من المجتمع بتاعنا.. شاب مصري قابلته واتكلمت معاه.. هاحكي لكم الكلام اللي قاله عشان نتعلم كلنا التكنيك ده منه..

خد الموضوع بظرف...
فيه طريقة فعالة جدا للتخلص من الضغوط ومواجهة المشاكل.. وده موجود فينا –احنا المصريين– من زمان..
الطريقة دي ببساطة هي:

خد المشكلة بخفة دم.. خد الموضوع بظرف.. ببساطة.. بضحك..
كده أي مشكلة هتعدي و مش هتسيب ندوب جواك!

فيه ناس كتير هتبعت تقول لي: يعني آخد الحياة تهريج وماواجهش أي مشكلة؟
أقول لهم: مش لازم أكتئب عشان أحل مشاكلي!!

كل كتب إدارة الضغوط والأزمات بتركز في حاجه مهمة جدا وهي إنك تعزل نفسك عن المشكلة... إنك تكون هادي.. ريلاكس!

وهو ده اللي باقوله دلوقتي.. المشاكل بتتواجه بكذا طريقة.. منهم الطريقة الفعالة اللي باقولها لك دي:
خد أي مشكلة بخفة دم!

اضحك على نفسك من الآخر يعني!! عديها وخليك كول!
وفكر بعد كده في حل المشكلة.. وأنت مرتاح وسعيد أساسا..
ما هي حياة واحدة اللي هنعيشها يا جماعة.. إن ماكناش هنعيشها سعداء، يبقى هنكون سعداء أمتى؟

القصة..
مش هاقول غير مثال واحد للفكرة دي..



مثال:
قصة الشخص اللي كلمتكم عنه.. فلنفترض إن اسمه "أحمد"..

"أحمد" ده أيها السادة شاب زينا.. من سننا..
شيك جدا.. مبتسم طول الوقت.. روش..
وبيشتغل في البوفيه في أحد الأماكن التي تنشر لي..

في أحد أيام الشتاء الماضي.. جلست معه بعد أن انتهيت من تسليم مقالاتي ورسومي.. ورحنا نتجاذب أطراف الحديث..

قال "أحمد":
شفت يا دكتور "شريف" المطر اللي غرق الدنيا امبارح ده؟ د أنا اتبهدلت فيه و الله..
(بالنسبة لي –كاتب السطور- كان أسوأ ما حدث هو أنني اضطررت لغسل السيارة مرة أخرى!)

تابع "أحمد":
احنا قاعدين في كشك أساسا.. اللي في الأرض اللي قدام دي..
بعد ما باخلص شغل بارجع أنام في الكشك..
تخيل يا دكتور؟ المطر نزل علينا صحانا من النوم.. تقولش السقف ورق؟؟
المطر نزل غرقنا.. والله العظيم بقيت زي الكتكوت المبلول..
أمي راحت باتت عند خالتي لأن المطر طول كذا يوم.. فضلت أنا والواد أخويا مع بعض في السيول دي.. كانت مسخرة..
صاحب الأرض دخل علينا لقانا نايمين قاعدين وكل واحد حاطط حلة على دماغه.. هاهاها.. كان منظرنا يفطس من الضحك..
قلت له مش تبني لنا سقف عدل بدل ما نتبل كده وتطلع عينينا؟؟
الراجل قعد يضحك وقال لي هيبني لنا بكره الصبح حاجه أحسن..
والله ظريف الشتاء ده يا دكتور.. كان يوم زي العسل والله!!!

سؤال:
لو إنت مكانه.. وحصل لك نفس الموقف ده.. هل هتنظر له بنفس خفة الدم؟
تعرف إن الموقف ده ممكن يتحكي بطريقة حزينة؟

قاعدة:
معظم المشاكل التي قد تواجهها.. لابد أن تجد فيها شيئا يصلح للسخرية!

جرب بنفسك:
خد عندك المشاكل دي جرب فيها مع نفسك.. حاول تحكيها بخفة دم.. السخرية كامنة في كل شيء وتنتظر فقط أن تلاحظها.. أنا رسام كاريكاتير وأعرف ما أتكلم عنه فلا تقلق.. ستجد السخرية.. كل شيء يصلح للسخرية.. فقط، ابحث عنها:

- انطردت من شغلك لأن المدير لا يحبك..
- اتزحلقت على قشرة موزة، رجلك انكسرت..
- تركتك الفتاة التي تحبها، وأحبت بطل الكلية في كمال الأجسام!

خليك مبتسم.. اسخر من هذه المواقف البلهاء المضحكة..
البكاء لن يفيد.. الحزن لا يحل المشكل بل هو خلاصة المشاكل نفسها..
حل مشاكلك ولا داعي لأن تزيدها تعقيدا..


كن سعيدا!! هكذا ببساطة..
حتى وأنت تواجه مشاكلك..

يمكنك أن تحزن طبعا..
يمكنك أن تبكي وتدمع عيناك..

لكن لاحظ:
أن الحزن اختيارك الشخصي..
كما أن السعادة اختيارك الشخصي!
لأنك أنت من يقرر طريقة تفكيرك ونظرتك للأمور..
وأنت حر يا صديقي?!