Pages

Saturday, March 6, 2010

هل يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟!




سؤال يدور في ذهن الكثير: وهل بالفعل يمكن أن يُهدم الأقصى؟!

هل يمكن أن يحل محله يومًا معبدًا لليهود الملاعين؟!

هل من المحتمل أن يحدث هذا يومًا؟!

كابوس مزعج وسؤال يطرح منذ سنوات، ولكن للأسف تاه الكثير في البحث عن الإجابة...

إذًا فما الذي يريده اليهود بالتحديد؟، هل ما يريدونه هو بناء معبد ليتعبدوا فيه؟، أم في ذهنهم ما هو أكثر من هذا؟!

هيا بنا نغوص في نفوس وعقول هؤلاء حتى نفهم القضية:

اليهود هم المغضوب عليهم، الذين جحدوا بشرع الله، وقتلوا النبيين، وأشاعوا الفساد في الأرض...

اليهود هم من حرفوا الإنجيل، ويسعون جاحدين لتدمير الإسلام...

إنهم قتله مجرمون.. حاقدون على البشرية عامة.. وعلى المسلمين خاصة.. لا عهد لهم ولا ميثاق.. لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة.. يتظاهرون بالحضارة وهم أصل الهمجية والوحشية.. يدعون إلى السلام مراوغة وخداعا.. يبطنون خلاف ما يظهرون إنهم بإيجاز: هم المغضوب عليهم من الله رب العالمين.

لم يجد اليهود أحدًا إلا وقالوا فيه الأقاويل، ولم يسلم منهم حتى الله عز وجل إذ نعتوه بالبخل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} [المائدة:64].

وهم الذين ادّعوا الولد لله: {وقّالّتٌ الًيّهٍودٍ عٍزّيًرِ ابًنٍ اللَّهٌ} [التوبة:30]، تعالى الله عن قولهم: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [سورة الفرقان: 2].

هؤلاء أنفسهم الذين قالوا في تلمودهم المزعوم: ليس الله - نستغفره سبحانه - معصوماً من الطيش والغضب والكذب.

ويقولون: يقضي الله ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [سورة الأنبياء: 16-18].

وهؤلاء اليهود هم الذين قتلوا أنبياء الله وسبوهم وشتموهم وقالوا عن عيسى عليه السلام في تلمودهم: إنه ابن زنا وأن أمه حملت به خلال فترة الحيض وأنه مشعوذ ومضلل وأحمق وغشاش بني إسرائيل وأنّه صلب ومات ودفن في جهنم وأنه يعذّب فيها في أتون ماء منتن يغلي!!!

وقد قال الله تعالى في فريتهم على المسيح عليه السلام وأمه : {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً(155) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا (156) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [سورة النساء: 155-157].

وهم الذين حرفوا الكلم عن مواضعه: {مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ} [سورة النساء: 46].

فهل نظن بعد كل هذا أن يكون هدفهم هو بناء معبد للصلاة؟!!... وأي صلاة هذه التي سيصلونها وهم قد كفروا بربهم؟!، هل يعقل أحد هذا؟!

ولكن ما الأمر بالتحديد، وما الذي يريدوه؟!

لنبدأ الأمر من البداية:

خلق الله المخلوقات وجعل لكل نفس صفات وطباع، فهناك السهل اللين، وهناك الغليظ، وهناك المتكبر الذي لا يقبل الحق أبدا، وهناك المطيع الذي إذا رأى الحق اتبعه حتى ولو كان على نفسه أو الأقربين...

نفوس... منها الخبيث ومنها الطيب...

أما اليهود فهم من أسوأ خلق الله؛ لأنهم قد عرفوا الحق وجحدوه، مثلهم مثل إبليس، فهذا إبليس عندما خلق الله آدم عليه السلام، ونفخ فيه من روحه، ثم أمر الملائكة ليسجدوا له سجود تكريم {فَسَجَدُواْ} [سورة البقرة: 34]، نعم سجدوا، سجدوا رغم أنهم قالوا في البداية {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء} [سورة البقرة: 30]، سجدوا رغم عدم معرفتهم بحكمة خلق آدم عليه السلام، سجدوا كلهم أجمعين طاعة لمن خلقهم، أطاعوا الله عز وجل بدون نقاش ولا جدال لأنه قد أَمر، وإذا أَمر الله أمرًا فليس على أي مخلوق إلا الطاعة... وهكذا يجب أن يكون حال المؤمن، أن يأتمر بأمر الله حتى وإن لم يعلم الحكمة من وراء ذلك {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [سورة النساء: 65].

ولكن هناك من أَبى السجود، هناك من أَصرّ واستكبر، هناك من صورت له نفسه أنه أعلى وأجل من هذا المخلوق الذي خُلق من طين، إنه إبليس اللعين {إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [سورة البقرة: 34].

أَبى واستكبر... نعم إنه الكبر، ذلك الخلق الذي كان سبب دخول أغلب أهل النار النار، ذلك الخلق الإبليسي اللعين، تكبر أن يسجد مجرد سجود تكريم لمخلوق آخر، رأى أنه أفضل منه، رفض أمر الله فكفر وكان من الملعونين... لم يُنكر إبليس وجود الله، ولكنه كابر وعاند مع من خلقه فكان من الكافرين، اتبع هواه، فكانت عليه اللعنة إلى يومِ الدين، وكذلك حال كل من يعاند أمر الله، ويريد أن يتبع حكمه وهواه {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [سورة المائدة: 44].

ولم تنتهي الحكاية هنا بل بدأت، بدأت لتبدأ حياة البشرية، وقصها الله علينا لنعلم أصل الحكاية؛ لنضعها أمام أنظرنا دائما حتى نتعلم منها كل يوم درس جديد، وموعظة جديدة، وكلما مررنا بأمر عُدنا إلى الوراء لنتعلم منه المزيد والمزيد...

هذا ما فعله اليهود بالتحديد، كلما أمرهم الله بأمر تحايلوا عليه فعاقبهم الله: {فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [سورة الأعراف: 166]، وكلما جاءهم نبي استكبروا {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ} [سورة البقرة: 87].

استكبروا أن يطيعوا الله بعد ما عرفوا من الحق {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [سورة البقرة: 109]؛ فهم {يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ} [سورة النساء: 54]...

وهكذا يمر جيل وراء جيل وفيهم هذا الخلق الإبليسي، وظلوا يكابرون ويعاندون مثل ما فعل إبليس، أبوا أن يكون لغيرهم السيادة في الأرض، لا يستطيعون أن يتحملوا هذا، ولذلك يصرون دائما أن يسموا أنفسهم شعب الله المختار، بنفس منهج إبليس {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ} [سورة الأعراف: 12]، ولم يكتفوا أن الله غضب عليهم ولعنهم بل أرادوا أن يضلوا البشر جميعًا معهم، ومن أجل الوصول لذلك اتبعوا كل الطرق والسبل للوصول إلى ما يريدون...

وأخيرًا يريدون أن ينهوا على البقية المؤمنة في الأرض، جحدوا أن يكون هناك من يعبد الله على الأرض، فأردوا أن يفتكوا بهم حتى يكونوا في الكفر سواء، خافوا أن تعود السيادة للمسلمين ويعودوا لينشروا الإسلام في العالم ويحكموا بشرع الله... آذاهم أن يكون لغيرهم السيادة... فأي كفر وجحود هذا... وهل هذا إلا نفس منهج إبليس اللعين {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ} [سورة الأعراف: 16-17].

إن المعبد الذي يريدون بنائه هو رمز للسلطة والسيطرة على العالم لأن سيدنا سليمان عليه السلام أوتي من الملك ما لم يؤت أحد من العالمين، ورغم هذا هم أنفسهم كفروا بداود عليه السلام عليه السلام: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} [سورة المائدة: 78]!!!

إن المعبد الذي يريدون بنائه هو معبد من الرذائل والكفر والإلحاد في نفوس البشر، معبد من الخبائث، يريدون تذويب الإسلام وأهله كما فعلوا بالنصارى من قبل عندما جروا أوروبا لتثور على الله وتنكر وجوده، وكان من شيطاينهم إذ ذاك ماركس وفرويد وداروين، وهم الآن يسعون جاهدين لكي يفعلوا بنا مثل ما فعلوه مع غيرنا ولكن بأبطال مختلفين وسيناريو أشد حبكة عن طريق حوار الأديان والإنسانية السلام العلمي وقبول الآخر والاتفاق على نقط مشتركة نتفق عليها جميعا حتى يسود السلام العالم!!، وقد قال أحد دعاتها من قبل وهو الفرلي: "حينما يصبح الجميع أحرارا في تفكيرهم لهم من الشجاعة ما يجعلهم يتقبلون ما هو خير وعدل وجميل عندئذ يكون من المحتمل أن يسود العالم دين واحد وإني سأكون سعيدا باتباع دين عالمي موحد تتبع مصادره من حقائق التاريخ وتشمل مبادئه العدالة الاجتماعية وتقوم بفضله مظاهر الحب والإخاء على أنقاض الكراهية والخصومة"، وبالطبع ما يقصد من أن يكون الناس أحرار في تفكيرهم هو أن يتحرروا أن يكون لهم إله يحتكمون إليه ويأتمرون بأمره ويحكمون شرعه فيهم وبالتالي يكون الجميع في الكفر سواء!!!...

ولن يسود هذا السلام أبدًا إلا تحت راية التوحيد، ولن يستطيعوا أن يهدموا الأقصى إلا بعد بناء هذا المعبد من الشرك والكفر والفساد في نفوس المسلمين، وإن استطاعوا أن يفعلوا هذا فعلى أي شيء نبكي بعد ذلك، فهل يضير الشاه سلخها بعد ذبحها؟!


وسيكون للحديث بقية بإذن الله لنوضح الأمر أكثر إن كان في العمر بقية.


مروة يحيى

منقول من موقع طريق الإسلام