حسن الظن
أحد العوامل التي تساعد على الاستقرار الفكري هو النظرة المتفائلة وحسن الظن بالآخرين. ولعل الثقة وحسن الظن بالآخرين يعد ضمانا للطمأنينة لكل شخص يزرع هذه الخصلة الحميدة في قلبه والتي بها وبجميع الخصال الحميدة الأخرى يستطيع الإنسان أن يجد لذة إسعاده حينما يتحلى بالأخلاق وتنسجم نشاطاته الفكرية والأخلاقية بعضها بالبعض، ولا تنحصر فوائد وآثار حسن الظن والتفاؤل في الناحية الفردية فقط، بل إنها تتجاوز ذلك إلى الناحية الاجتماعية ولهذا فإن لهذه الخصلة تأثيراًَ كبيراًَ على مدى نجاح وتقدم الفرد والمجتمع على حد سواء.
إن حسن الظن والثقة بالآخرين هو أفضل سبيل لاكتساب ثقتهم وهذا من أهم العوامل التي تساعد للوصول بالمجتمع إلى حالة من الاستقرار والثبات الفكري والتعاملي، ولأجل الحصول على الثقة بين الأفراد في المجتمع الواحد، يجب أن يغرس كل فرد حسن الظن والتفاؤل في قلبه وهذه حقيقة لها الأثر المباشر في سعادة الفرد والمجتمع.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم).
إن استبدال حسن الظن والثقة المتبادلة بين أفراد المجتمع الإسلامي بسوء الظن والتشكيك بين بعضهم البعض، لا يهدد مصالح المسلمين فحسب، بل ويضعفهم ويحد من قدراتهم وبالتالي يزيد من قوة الأعداء وقدرتهم على تحقيق أهدافهم اللامشروعة ولهذا فإن تضعيف ثقة المسلمين بعضهم بالبعض كان ولا يزال على رأس قائمة الوسائل والطرق التي يستخدمها أعداء الإسلام لتضعيف قدرات المسلمين والتفريق بينهم.
وقد تسبب زعزعة الثقة بين المسلمين وتخليهم عن نظرتهم المتفائلة إلى بعضهم البعض بتضعيف التعاون فيما بينهم وتشويه صورتهم على أنهم يعادون بعضهم البعض ولذا وجب على المسلمين أن يستعيدوا ثقتهم المفقودة بعضهم بالبعض بدلاً من أن يثقوا ويعتمدوا على أعدائهم
منقول