المبرمج العبقرى ذو السنوات العشر يسأل : ليه الناس بتقول إن المتغطى بالحكومة عريان؟ .. لأن آخرها شهادة تقدير
كتب هيثم دبور ٧/ ٣/ ٢٠٠٩
تصوير: محمد عبدالغنى
محمود يلهو باللبانة وأمامه الكمبيوتر
جسده وتكوينه وأداؤه اليومى لا يختلف عن أداء أى طفل، لكن حديثه وإمكاناته العقلية تفوق سنوات عمره العشرة، فلا يتخيل أحد أن ذلك الطفل الذى يمرجح قدميه ولا تكادان تلامسان الأرض وهو جالس ويمضغ «لبانته» دون اهتمام هو نفسه محمود وائل أو «مودى» العبقرى المصرى وأصغر مبرمج معتمد من شركة «مايكروسوفت».
فى سن الرابعة برز نبوغه بالصدفة، حيث سأل والده شقيقته الكبرى ٧٧ بكام، فأجاب محمود بتلقائية، مما أدهش والده الذى سأله: إنت عرفت النتيجة منين؟، فرد محمود: عادى يا بابا كانوا بيقولوا جدول الضرب قدامى فحفظته.
لم يتجاهل والده هذا الموقف وعرضه على د. عواطف سراج الدين لتحديد عمره العقلى وأكدت أن عمره وقتها تجاوز الثانية عشرة، مما دفع والده إلى إجراء اختبار ذكاء له IQ فى مستشفى منشية البكرى، وحصل خلاله على ١٥١ درجة: ساعتها طلبوا د. محمد الصاوى أستاذ الوراثة بطب عين شمس والمسؤول عن القسم والذى طلب اختباره مرة أخرى بعد ٤٨ ساعة من الاختبار الأول، وحصل على ١٥٥ درجة وهى النتيجة التى تم اعتمادها.. بفارق ١٠ درجات عن د. أحمد زويل.
منذ الإعلان عن موهبته وقدراته الفذة حاصرته وسائل الإعلام وتم تكريمه أكثر من مرة، واعتقد محمود أن الخطوة التالية ستتمثل فى رعاية كاملة ووجود رعاة وأجواء تساعده على النبوغ، لكن هذا لم يحدث: المؤسسات الخاصة كرمتنى أكثر من مرة، فى حين تجاهلت المؤسسات الحكومية موهبتى واكتفت بإعطائى شهادات التقدير.. دخلت امتحان ICDL، وبدأت فى دراسة كورسات الشبكات فى الجامعة الأمريكية وأصبحت أصغر طالب فى العالم يحصل على هذه الشهادات.
محمود ينظم وقته جيداً، ولا ينسى أنه طفل يحتاج إلى اللعب لذا يقسم وقته بين دراسته وكورسات الجامعة الأمريكية والتدريبات على الكاراتيه واللعب، حيث يعشق كرة القدم ويرى فى وائل جمعة مثلاً أعلى فى اللعبة: عمرى ما قلت فى المدرسة إنى مبرمج أو عبقرى.. أكيد ربنا خلانى كده عشان حكمة عنده، وبعدين أنا لو اتباهيت بالنعمة ربنا ممكن ياخدها منى تانى.
محمود يتباهى بأنه حقق لمصر ٤ شهادات عالمية فى ٦ أشهر، لكنه لا يجد الرعاية اللازمة: «أبطال الأوليمبياد لما بيفوزوا بميدالية برونزية الدولة بتدعمهم سنة كاملة، وبتحط صورهم فى الميادين، والإعلام بيسأل كل يوم على صحتهم.. أنا مش عايز دعم ولا حتى أشوف صورى فى الميادين، بس يهمنى إنى ألاقى المناخ المناسب اللى يخلينى أعرف أفيد البلد وأحقق تقدم علمى.. عمتى طلبت إننا نهاجر كندا، وهناك هيقدرونى، لكنى حابب مصر، وكمان كام سنة لو سافرت بره الناس هتقول ساب البلد وراح للغرب، أدينى موجود أهو، بس مين اللى ياخد باله منى».
كتب هيثم دبور ٧/ ٣/ ٢٠٠٩
تصوير: محمد عبدالغنى
محمود يلهو باللبانة وأمامه الكمبيوتر
جسده وتكوينه وأداؤه اليومى لا يختلف عن أداء أى طفل، لكن حديثه وإمكاناته العقلية تفوق سنوات عمره العشرة، فلا يتخيل أحد أن ذلك الطفل الذى يمرجح قدميه ولا تكادان تلامسان الأرض وهو جالس ويمضغ «لبانته» دون اهتمام هو نفسه محمود وائل أو «مودى» العبقرى المصرى وأصغر مبرمج معتمد من شركة «مايكروسوفت».
فى سن الرابعة برز نبوغه بالصدفة، حيث سأل والده شقيقته الكبرى ٧٧ بكام، فأجاب محمود بتلقائية، مما أدهش والده الذى سأله: إنت عرفت النتيجة منين؟، فرد محمود: عادى يا بابا كانوا بيقولوا جدول الضرب قدامى فحفظته.
لم يتجاهل والده هذا الموقف وعرضه على د. عواطف سراج الدين لتحديد عمره العقلى وأكدت أن عمره وقتها تجاوز الثانية عشرة، مما دفع والده إلى إجراء اختبار ذكاء له IQ فى مستشفى منشية البكرى، وحصل خلاله على ١٥١ درجة: ساعتها طلبوا د. محمد الصاوى أستاذ الوراثة بطب عين شمس والمسؤول عن القسم والذى طلب اختباره مرة أخرى بعد ٤٨ ساعة من الاختبار الأول، وحصل على ١٥٥ درجة وهى النتيجة التى تم اعتمادها.. بفارق ١٠ درجات عن د. أحمد زويل.
منذ الإعلان عن موهبته وقدراته الفذة حاصرته وسائل الإعلام وتم تكريمه أكثر من مرة، واعتقد محمود أن الخطوة التالية ستتمثل فى رعاية كاملة ووجود رعاة وأجواء تساعده على النبوغ، لكن هذا لم يحدث: المؤسسات الخاصة كرمتنى أكثر من مرة، فى حين تجاهلت المؤسسات الحكومية موهبتى واكتفت بإعطائى شهادات التقدير.. دخلت امتحان ICDL، وبدأت فى دراسة كورسات الشبكات فى الجامعة الأمريكية وأصبحت أصغر طالب فى العالم يحصل على هذه الشهادات.
محمود ينظم وقته جيداً، ولا ينسى أنه طفل يحتاج إلى اللعب لذا يقسم وقته بين دراسته وكورسات الجامعة الأمريكية والتدريبات على الكاراتيه واللعب، حيث يعشق كرة القدم ويرى فى وائل جمعة مثلاً أعلى فى اللعبة: عمرى ما قلت فى المدرسة إنى مبرمج أو عبقرى.. أكيد ربنا خلانى كده عشان حكمة عنده، وبعدين أنا لو اتباهيت بالنعمة ربنا ممكن ياخدها منى تانى.
محمود يتباهى بأنه حقق لمصر ٤ شهادات عالمية فى ٦ أشهر، لكنه لا يجد الرعاية اللازمة: «أبطال الأوليمبياد لما بيفوزوا بميدالية برونزية الدولة بتدعمهم سنة كاملة، وبتحط صورهم فى الميادين، والإعلام بيسأل كل يوم على صحتهم.. أنا مش عايز دعم ولا حتى أشوف صورى فى الميادين، بس يهمنى إنى ألاقى المناخ المناسب اللى يخلينى أعرف أفيد البلد وأحقق تقدم علمى.. عمتى طلبت إننا نهاجر كندا، وهناك هيقدرونى، لكنى حابب مصر، وكمان كام سنة لو سافرت بره الناس هتقول ساب البلد وراح للغرب، أدينى موجود أهو، بس مين اللى ياخد باله منى».